. . ماذا سيــ،ـحدث لو حاول البشر تفــ.ــجير الشمس بقنبلة نووية ؟ ؟

عرب سكاي -  يعتبر موضوع استخدام القنابل النووية أو أي نوع من الأسلحة ضد الشمس أمرًا مثيرًا للاهتمام ولكنه معقد جدًا وغير عملي. الشمس هي نجم عملاق يحوي كميات هائلة من الطاقة، وتقدر الطاقة التي يطلقها توهج شمسي واحد بحوالي 100 إكسا جول، وهي كمية ضخمة تعادل 476 مرة الطاقة الناتجة عن أكبر قنبلة نووية صنعتها البشرية. لذا يمكن القول إن أي محاولة لاستخدام قنبلة نووية على الشمس لن تكون أكثر من "صوت صغير" مقارنةً بما تنتجه الشمس من طاقة. قد يبدو في البداية أن إرسال قنبلة أو أي شيء آخر إلى الشمس أمر بسيط، فالشمس تبدو قريبة جدًا وتملأ السماء بضوءها، لكن في الواقع، من الأسهل مغادرة النظام الشمسي بالكامل من أن نتمكن من الوصول إلى الشمس! ويعود السبب إلى فيزياء الحركة المدارية؛ فالأجسام التي تدور حول الشمس يجب أن تقلل سرعتها إلى حد كبير لكي تهبط نحوها، مما يتطلب طاقة كبيرة وإعدادات خاصة للوصول إليها. لذا فإن إرسال قنبلة نووية أو أي مركبة إلى الشمس يتطلب تقنيات متقدمة جدًا وموارد كبيرة. إذا افترضنا أننا تمكنا من إرسال قنبلة نووية نحو الشمس ونجحنا في تفجيرها على سطحها، فإن تأثيرها سيكون ضئيلًا جدًا، لدرجة أنها لن تؤثر على الطاقة الهائلة للشمس بأي شكل يذكر. من المعروف أن الشمس تحتوي على كمية هائلة من الطاقة الحرارية والنووية، حيث تعتمد على تفاعلات الاندماج النووي في نواتها، وهذه التفاعلات تطلق طاقة أكبر بآلاف المرات من أي قنبلة نووية يمكن للبشرية صنعها. حتى لو تم التفجير على سطح الشمس، فإن الطاقة الناتجة ستكون مثل "نقطة صغيرة في محيط واسع". بمعنى آخر، الشمس لن تتأثر ولن تتوقف عن إرسال أشعتها وطاقتها إلى الأرض. قد يتبادر إلى الذهن أنه في حال تم تطوير تكنولوجيا متقدمة بحيث يمكن للبشر التحكم في الطاقة الشمسية أو توجيهها بشكل معين، فقد يصبح ذلك سلاحًا خطيرًا، ولكن مثل هذه الفكرة لا تزال ضمن الخيال العلمي. من غير الممكن حاليًا إحداث تغيير في الشمس لأنها نجم بعيد وكبير جدًا. فالطاقة الناتجة عن انفجار نووي هي شيء ضئيل للغاية مقارنة بالطاقة التي تطلقها الشمس كل ثانية. يمكن القول بأن أي محاولة بشرية لتوجيه طاقة نووية نحو الشمس هي فكرة غير عملية على الإطلاق. طاقة الشمس الضخمة تجعلها عصية على التأثر بهذه الأساليب، وحتى إذا تم تطوير التكنولوجيا اللازمة، فإن السيطرة على نجم ضخم مثل الشمس ستكون بعيدة المنال وخارج نطاق قدراتنا الحالية.