مادوف لم يكن يستثمر أموال العملاء بالفعل، بل كان يدير مخطط بونزي ضخم. كيف يعمل؟ ببساطة، كان يجمع الأموال من المستثمرين الجدد لدفع الأرباح للمستثمرين القدامى، مما أعطى انطباعًا بأن استثماراته ناجحة ومستقرة. كانت الأرقام تبدو رائعة، وكان الناس يتدافعون لإعطائه أموالهم.
معدلات الأرباح التي وعد بها مادوف كانت دائمًا ثابتة وجذابة بشكل غير معقول، حتى خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة. كان الجميع يتساءل: "كيف يحقق هذا الرجل هذه الأرباح الخيالية؟" ولكن لم يكن أحد يجرؤ على التشكيك، فقد كان مادوف رمز الثقة والنجاح في أعين الجميع
في عام 2008 بدأت الأزمة المالية العالمية وبدأ المستثمرون في سحب أموالهم بشكل جماعي هنا بدأت القصة تنقلب رأسا على عقب لم يكن لدى مادوف الأموال الكافية لتغطية هذه السحوبات الضخمة وانهار مخططه بشكل مدو في لحظة واحدة انكشف كل شيء كل الأرباح التي وعد بها لم تكن سوى أرقام على ورق!
الخسائر التي لحقت بالضحايا تقدّر بحوالي 65 مليار دولار، مما يجعلها أكبر عملية احتيال مالي في التاريخ. تم القبض على مادوف، وبعد محاكمة كشفت عن خبايا مخططه المرعب، حُكم عليه بالسجن لمدة 150 عامًا في عام 2009
لم يكن الضحايا مجرد مستثمرين أفراد، بل كانت هناك مؤسسات خيرية، وجامعات، وشركات كبرى، وحتى أفراد من النخبة المالية العالمية. كثيرون فقدوا مدخرات حياتهم في لحظة، مما جعل الأمر أكثر تراجيدية وإثارة للصدمة.
فضيحة مادوف كانت صدمة قاسية للعالم المالي، وذكّرت الجميع أن حتى أكثر الأفراد والمؤسسات نفوذًا وموثوقية يمكن أن يكونوا جزءًا من خدعة ضخمة. الاحتيال لا يعرف حدودًا، والبحث الدقيق والتأكد من المشروعية ضرورة لا غنى عنها في عالم المال!